أولا : مقدمة الدراسة
****
ما الذي يدفع الأيدي العاملة والعقول والكفاءات إلى الهجرة وترك بلدهم الأصلي إلى بلد آخر غريب عنهم ، سوى معاناتهم من الفقر أو رغبتهم في تحسين مستواهم المعيشي ...
يرحلون تاركين ما وراءهم آملين في مستقبل أفضل وحياة أرغد ، ولم يتوقعوا يوما تلك المشكلات التي قد تقابلهم أو على الأقل لم يتخيلوها بهذا الحجم أو بهذه الخطورة ..
على الأقل يجب توعيتهم بأن شوارع تلك البلدان الغنية ليست معبدة بالذهب كما يدعي الوسطاء وأن إلى جانب كل قصة نجاح هناك مئات من الذين غرر بهم وعادوا إلى بلادهم خاليي الوفاض ...
ليس للمشكلة بعد واحد بل عدة أبعاد .. حيث أن العمالة المهاجرة لا تلقي بظلال سلبية على البلدان الصناعية الغنية فحسب. فهي تعني على الجانب الآخر استنزاف العقول المبدعة في بلدانهم الأصلية، لاسيما وأن عدداً لا بأس به منهم من ذوي الكفاءات الجيدة. لذا فيمثل حرمان هذه البلدان منهم وعدم الاستفادة من كفاءاتهم كما ينبغي في الدول التي هاجروا إليها مشكلة حقيقية ..